المهندس نادر حسان صفا
ان كل ما يحصل في لبنان اليوم هو، وبكل بساطة، طموحات رئاسية مخفية. فجبران باسيل لا يريد للحكومة ان تتشكل من دون الثلث الضامن لأنه يطمح ان يتولى الرئاسة خلفا لعمه الرئيس ميشال عون أو ان يزكي بنفسه رئيس الجمهورية اللبنانية القادم .وفي حال عدم وصوله الى ما يصبو اليه يستقيل من الحكومة التي يترأسها سعد الحريري فيتكرر حينئذ نفس السيناريو أي التعطيل في السلطة التنفيذية وفراغ كرسي الرئاسة.
ان لدى التيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل ثلاث ملفات مهمة يمكن ان يستغلها كورقة ضغط قبل الانتخابات النيابية وعند تسمية رئيس الجمهورية القادم. ففي ملف ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي كثيرا ما مهد باسيل للمجتمع الدولي بتقديم تنازلات فيه ان كان هذا الامر سيعطيه ضمانات للوصول الى الكرسي الرئاسي. اما الملف الثاني، اي ثروة لبنان النفطية، فالتياريسعى لأخذه واستخدامه في الوقت المناسب كورقة رابحة في الانتخابات النيابة القادمة. وهناك ايضا الملف الثالث اي ملف الحكومة والذي يعمل التيار على عرقلة تشكيلها . اذن باتت اسباب التعطيل في تشكيل الحكومة جلية. فسعد الحريري ليس مشكلة باسيل الأساسية انما الضمانة التي يسعى للحصول عليها من قبل الثنائي الشيعي .و لطالما قدم دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري المبادرة تلو الأخرى من اجل الوصول الى اتفاق لايقاف الانهيار الذي يهز اركان الوطن ويأخذ شعبه الى الهاوية.
ان لبنان اليوم يملك كنزاً في بحره اذا استغل بدقة واتقان قد ينعشه اقتصاديا وماديا في المستقبل القريب والبعيد ويزيل المخاوف والهواجس التي تعتريه. ولكن يكمن القلق والتخوف من المضي في الطريق غير السوي اي رهن هذه الثروة كما فعلت فنزويلا ،عندها لا يبقى للشعب اللبناني غير نعي وطنه.
ان الأزمة اللبنانية باتت واضحة المعالم وهي بالتأكيد داخلية والمعرقل واحد ، جبران باسيل وفريقه السياسي. ومع كل الضغوطات والتداعيات المتراكمة يبقى مفتاح الفرج موجودا. ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه:
الى متى سيبقى لبنان رهينة في قبضة العهد و باسيل؟