المهندس نادر حسان صفا
لم يسلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم كل ما قدمه للجمهورية الروسية من الاصوات المنتقدة داخل بلاده وقد كان لاليكسي نافالني النصيب الاكبر في العداء لبوتين. ورغم الحيثية القوية التي يتمتع بها بوتين داخليا ودوليا، كان نافالني له دائما بالمرصاد. فنافالني الذي سجن مرات عدة والذي تعرض لمحاولة تسميم ، حسب التصريحات، في رحلته الاخيرة حيث تم نقله الى المانيا بعد تدخل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي ضغطت على بوتين للسماح بنقله الى مستشفى الماني لم يكل ولم يمل من افتعال الثورات ضد بوتين.
يحكم الرئيس الروسي بوتين الاوليغارك الموالين له بمنطق القوة الذي يمنع اي تحرك شعبي او ثوري بوجه الحكم ،فبوتين معروف بالمخمد للثورات المعادية له في اكثر من حقبة ابتداء من الثورة المخملية في جورجيا عام 3002 والثورة البرتقالية في اوكرانيا عام 3002 الى ثورة السوسن في قرغيزيا عام 3002 ووضعها في خانة الثورات المدفوعة والمفتعلة من الغرب والتي تهدف الى عزل روسيا وحصارها.
شهدت روسيا في الآونة الاخيرة بعد عودة نافالني الى موسكو مظاهرات عدة ، ولهذه المظاهرات اليوم ظروف محلية واقليمية ودولية ، الامر الذي يثير القلق داخل الكرملين تخوفا من اي تدخل اميركي في الانتخابات التي ستجري الخريف القادم مما سيؤثر في انتخابات الدوما البرلمان والتي قد تعرقل خطة الرئيس بوتين الذي يسعى الى اثبات نفسه كزعيم اول ودائم في الساحة الروسية ، ناهيك عن العلاقات الروسية الاوروبية المتوترة والاضطراب الذي قد يسود روسيا بغياب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ، الحامي الاول لروسيا في الساحة الاوروبية وصمام الامان لها بوجه القرارات الاوروبية ، والتي سينتهي دورها في شهر ايلول.
يرى بوتين اليوم ان الساحة الروسية في وضع لا يحسد عليه على الصعيد الداخلي والخارجي مما سيدفعه الى وضع خطة محكمة لضبط هذه الساحة واستراتيجية لتقديم تنازلات للدول الاوروبية وللولايات المتحدة الاميركية بطريقة مباشرة او غير مباشرة لضمانة سير خطته السياسية كما يريد واثبات وتثبيت نفسه في السلطة دون اية قيود او اعتراضات من الداخل.
ويبقى نافالني الروسي المعارض لحكم بوتين والمدعوم من الدول الاوروبية والاميركية العقدة المستعصية التي حاول بوتين التخلص منها مرارا وتكرارا اما بسجنه او بمحاولة تصفيته ،ولكن سرعان ما يعود نافالني الى الساحة مثيرا للمظاهرات المعارضة لبوتين باذلا" كل ما في وسعه للوصول الى السلطة.
هل ستنجلي هذه الغيمة السوداء وهل سيقدر بوتين على التخلص من هذه العقدة التي ما زالت تثير قلقه منذ سنوات والتي من شانها ان تؤثر على الاستحقاقات الانتخابية القادمة ام انه سيكون لنفالني دور في الشأن السياسي الروسي مبارك بدعم خارجي معادي لبوتين؟