المهندس نادر حسان صفا
خاص شبكة الجنوب الإخبارية
في زمن التطبيع و محاولة انهاء ومحو معالم القضية الفلسطينية، يبقى حامل الامانة و صاحب الموقف الثابت الذي لا يميل خطابه المقاوم كما عهدناه الاب الحاضن للمقاومة في كل ساحة.
بين المقدام نبيه بري و القضية الفلسطينية علاقة الروح بالجسد ،فهو الذي فتحت امامه ابواب المساومة و التسليم لهذا المحور المقاوم مراراً و تكراراً من الخارج ولكنه ابى ان يساوم او يبيع. كيف يساوم من كان خير ثقة عند الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي استمد قضيته و مشروعه من امامنا الحسين(ع) الذي فرض واثبت موقفه عبر التاريخ "لا للذل و لا للخضوع"؟!
لمن لا يعرف من هو نبيه بري عليه ان يسأل الارض و يبحث في التاريخ عن مواقفه البطولية التي سطر فيها امجاد النصر في كل الحقبات. هو الذي كان و لا يزال الاب الحاضن لكل مقاوم شريف في ارضه و لكل عوائل الشهداء و الجرحى الذين قاوموا و ناضلوا مصرين على النهج والانتماء.
تراه تارة يناضل من اجل القضية الام فلسطين في كل المحافل الدولية و الداخلية ،وتراه تارة اخرى الصدر الرحب لكل المذاهب في لبنان ، فهو يمد يده للجميع دون تردد ويسعى جاهدا بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على قدسية الوطن و هويته. هو صاحب البوصلة الثابتة الموجهة التي لا تعرف ولا تشير الا الى طريق المقاومة، طريق الحق والصواب.
لطالما علت الاصوات و خرجت الافاعي من جحورها من اجل التعرض لانجازاته والتعتيم على جهوده الجبارة للقضاء على الحرمان ومواقفه الصلبة في وجه الطامعين اصحاب الغايات. كيف يتطاول ابناء الاقطاع ابناء الفئات الظالمة التي حرمت الناس من ادنى حقوقهم على من قضى على الحرمان في الجنوب حين سلب الجنوب من اهله ؟ كيف يتجرأ هؤلاء الذين ينتهزون ادنى الفرص من اجل اعلاء اصواتهم الكاذبة و الحاقدة والذين يخرجون عند كل استحقاق انتخابي على من اثبت انه صمام الامان؟ يكفيهم انهم يعودون دائما الى جحورهم خاوين الوفاض. كيف لايكون ذلك واللبنانيون و اهل الجنوب خاصة يعرفون من هو نبيه بري فهم قد عاشوا الحقبتين، حقبة الاقطاع و الحرمان و حقبة النبيه و العطاء الدائم.
منذ العام ٢٠٠٩ كان ولم يزل صمام الأمان لحقوق اللبنانيين في الغاز وهو الدرع القوي الدائم الذي يتصدى للكيان الاسرائيلي ويمنعه من المس بحدود الوطن.
رغم كل العروضات التي قدمت له لم يخن وطنه ولم يخذل شعب وطنه. فهو كان ولا يزال الفارس الصامد الذي لا يخاف مهما علت الاصوات و لا يرضخ مهما كثرت الضغوطات. حاولوا التشكيك به و بمواقفه الصلبة من القضية الفلسطينية بعد اقراره برحلة التفاوض غير المباشر مع الكيان الاسرائيلي على الحدود البحرية حاملين معهم الاوهام ومدعين بانه باع القضية ، فكان لهم بالمرصاد منذ ايام مجدداً الوعد و العهد بان البوصلة باقية و الوجهة تحرير فلسطين.
يبقى نبيه بري الصوت العربي الاصدح بالحق ،بالدفاع عن القدس و تحرير فلسطين.
كاتب المقال: نادر حسان صفا.